قرر رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي الترشح رسميا لعضوية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الانتخابات المقررة شهر مارس 2025 بالقاهرة. ومن المنتظر أن يرسل ملفه إلى الهيئة الكروية، قبل 12 نوفمبر، مثلما تقتضيه القوانين، لاسيما أنه تلقى الدعم من السلطات، لمساعدته على التواجد في دواليب “الكاف”، بعد غياب دام أكثر من ست سنوات. فمنذ مغادرة محمد روراوة منصبه في المكتب التنفيذي مع الراحل عيسى حياتو، لم يتمكن أي جزائري آخر من الفوز في انتخابات الهيئة القارية، وتلقت الجزائر ضربات متعددة من أطراف زعمت أنها تساندها، غير أن الحقيقة أنها عملت المستحيل للانتقام من الكرة الجزائرية.
ورغم كل ما حيك في الكواليس ضد الكرة الجزائرية، فقد تمكن المنتخب الوطني من التتويج بكأس إفريقيا في القاهرة في صيف 2019، كما فاز اتحاد العاصمة بكأس “الكاف” وكأس إفريقيا الممتازة، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب إفريقي ثالث، لولا الخريطة الوهمية التي لعب بها نادي نهضة بركان المغربي.
التي أجبرت الاتحاد على الانسحاب في أكبر فضيحة كروية إفريقية ستبقى وصمة عار على الذين خططوا لها ونفذوها بتواطؤ مع أعداء الجزائر. وحتى شباب بلوزداد، تمكن مرات عديدة من الوصول إلى ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، لكنه كان يعاني دائما من كولسة حرمته من الذهاب بعيدا في المنافسة. وإذا كانت الأمور قد حسمت في ما يخص رئاسة “الكاف”، بعد أن تلقى الرئيس الحالي موتسيبي دعما من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه انفانتينو لمواصلة المشوار العهدة ثانية، بمنح “الكاف” عديد المزايا لتطوير الكرة الإفريقية، إضافة إلى الدعم الذي تلقاه الجنوب إفريقي من معظم الاتحادات الإفريقية للبقاء في منصبه، وبالمرة قطع الطريق أمام من يريدون السيطرة على “الكاف”، بقرارات كثيرة مع أنها أغضبت بعض مسيري الاتحادات، مثلما حدث في قضية اتحاد العاصمة والقميص الوهمي وقضايا أخرى أسالت الكثير من الحبر ولا تزال آثارها إلى يومنا هذا.
رئيس “الفاف”، وليد صادي، الذي عمل خلال رحلته الأخيرة إلى أديس بابا الإثيوبية بمناسبة مؤتمر “الكاف” من أجل إقناع مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالتواجد في المكتب التنفيذي القادم لهذه الهيئة تحدث مع رؤساء الاتحادات الإفريقية عن مساندته للتواجد في مكتب موتسيبي، كما تحدث أيضا مع مسؤولين من “الفيفا” لتعود الجزائر مجددا إلى مكانها الطبيعي، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الجزائر سابقا ساعدت “الكاف” كثيرا باحتضانها عديد المنافسات التي رفضت بعض الدول احتضانها إلى درجة أن الرئيس الحالي موتسيبي قال حرفيا: “الجزائر تملك إمكانات كبيرة لإنجاح أي تظاهرة كروية مهما كان حجمها”.
على وليد صادي، المقبل على انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم العمل على إعادة الجزائر إلى مركز القرار في أعلى هيئة كروية في إفريقيا، بغية الدفاع عن مصالح كرة القدم الجزائرية التي تعرضت في السنوات الأخيرة إلى العديد من المؤامرات والضربات .. فهل يستطيع رئيس “الفاف” إقناع صناع القرار في “الفيفا” و”الكاف” باختياره ضمن الطاقم الذي سيسير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في العهدة القادمة؟