تُعَدُّ قصيدة “أنين الطارف” مرآة حقيقية لواقع مؤلم يعيشه سكان ولاية الطارف في الجزائر. من خلال هذه الأبيات.
حيث يصوغ الكاتب لوحة أدبية تحمل في طياتها أوجاع المواطنين البسطاء الذين يعانون يوميًا من الظلم والفساد المستشري في أروقة السلطة. إنها قصيدة تختصر معاناة طويلة مع الفساد الذي لا يزال يُنهِك أحلام الناس البسطاء، ويعيق مسار حياتهم نحو العدالة والكرامة.
تُلقي القصيدة الضوء على جوهر المعاناة التي تتسلل إلى كل زاوية من زوايا الحياة اليومية في ولاية الطارف. يبدأ الكاتب بتصوير الفساد كماردٍ مستبدٍّ لا يعرف الحدود، يلتهم حقوق الناس دون رحمة. مشاهد الظلم تتكرر يوميًا، وكأنها أصبحت جزءًا من روتين المواطن البسيط الذي يجد نفسه محاصرًا بين حيطان الفساد وسقف الفرص المسدود.
في كل بيت من أبيات القصيدة، يُستشعَرُ الألم الناتج عن غياب العدالة وتفشي الفساد. يندب الكاتب حياةً يتحكم فيها الفاسدون، مستغلين مواقعهم وسلطاتهم لإثراء أنفسهم على حساب الكادحين. يصرخ الكاتب في وجه هذه المنظومة الفاسدة، متسائلاً إلى متى سيظل المواطن يعيش تحت وطأة الظلم وعدم المساواة؟
من خلال كلمات عميقة ومؤثرة، تفضح القصيدة الفساد الذي لا يقتصر فقط على المعاملات الإدارية أو الاقتصادية، بل يمتد ليشمل حياة المواطنين اليومية في كافة جوانبها. لا يُخفى على أحد كيف يُعامل المواطن البسيط، وكيف تُسلب حقوقه في وضح النهار. هنا، يكشف الكاتب عن الوجه القبيح لهذا الفساد، محولاً معاناته ومعاناة أبناء الطارف إلى صوتٍ يرفض الصمت.