في كلمة ألقاها الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، شدد على التحذيرات التي أطلقتها الجزائر بشأن تصاعد العدوان الإسرائيلي في المنطقة، لافتًا إلى أن ما كانت تخشاه الجزائر بات اليوم واقعاً ملموساً يهدد السلم والأمن الدولي.
وقال بن جامع إن الجزائر ومنذ بدء ولايتها كانت قد نبهت المجتمع الدولي إلى خطورة الامتداد الجغرافي للعنف الإسرائيلي من غزة إلى دول أخرى في المنطقة، محذرًا من أن الوضع الحالي تحول إلى نزاع إقليمي له تداعيات عالمية خطيرة يمكن التنبؤ بها. وأكد أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، مشددًا على أن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات سيؤدي إلى عواقب غير محمودة.
إدانة قوية للتدخل العسكري الإسرائيلي في إيران
وخلال حديثه، أعرب بن جامع عن إدانة الجزائر الشديدة للهجمات العسكرية الأخيرة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد جمهورية إيران الإسلامية، معتبرًا هذا العمل انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران، وخرقاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة، الذي يُلزم الدول الأعضاء بعدم المساس بسيادة بعضها البعض.
وأكد بن جامع أن الجزائر تقف بشكل كامل إلى جانب إيران في مواجهة هذه الاعتداءات، وتطالب بضرورة احترام سيادة الدول وضمان أمنها بعيداً عن التدخلات العسكرية التي تهدد استقرار المنطقة ككل. وأشار إلى أن هذه الهجمات العسكرية ليست فقط اعتداءً على إيران، بل هي أيضًا رسالة تهديد لكل دولة تسعى لحماية سيادتها، مما يهدد استقرار وأمن الشرق الأوسط بأسره.
ازدواجية المعايير وتأثيرها على مصداقية مجلس الأمن
كما انتقد بن جامع ازدواجية المعايير التي يُمارس بها القانون الدولي من قبل بعض الدول الأعضاء، معتبرًا أن ذلك يُضعف مصداقية مجلس الأمن كمنصة دولية للسلام. وأوضح أن استمرار انتهاك مبادئ القانون الدولي في ظل غياب ردود فعل صارمة من المجتمع الدولي، يعرض النظام القانوني الدولي للتآكل ويفقده قدرته على تحقيق العدالة والسلام.
وختم بن جامع كلمته بمطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حماية السلم والأمن الدولي، ودعا إلى اتخاذ تدابير جدية لردع العدوان والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ودول المنطقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.