في مشهد يعكس إشكاليات قديمة لا تزال تلقي بظلالها على المشاريع التنموية في الجزائر، أُثيرت موجة من الانتقادات والاستياء الشعبي في بلدية شبيطة مختار بولاية الطارف بعد ظهور عيوب كارثية في طريق رئيسي تم تعبيده حديثاً. فقد مضت خمسة عشر يوماً فقط على انتهاء عملية تعبيد الطريق، لكن الصور التي توثق حالته الحالية أثارت دهشة وغضب السكان المحليين، إذ تظهر تشققات كبيرة في أجزاء مختلفة من الطريق.
علامات استفهام حول جودة الإنجاز
المشكلة الرئيسية تكمن في التساؤلات حول جودة المواد المستخدمة ومعايير التنفيذ. كيف لطريق يفترض أن يصمد لسنوات أن يتعرض لمثل هذا التدهور في غضون أيام قليلة؟ هل تم الالتزام بالمعايير التقنية والهندسية أثناء التنفيذ؟ أم أن الأمر يعكس تقصيراً واضحاً من المقاول المسؤول والجهات المشرفة على المشروع؟
غياب الرقابة الصارمة
من الواضح أن غياب الرقابة الفعّالة على مثل هذه المشاريع يفتح الباب واسعاً أمام الغش وسوء التنفيذ. إذا كانت الأموال العامة تُنفق على مشاريع غير مستدامة كهذه، فما هي الفائدة الحقيقية المرجوة؟ ومتى سيتم وضع حد لهذه الظاهرة التي تستهلك موارد البلاد وتفاقم معاناة المواطنين؟
المطالبة بالمساءلة والشفافية
في ظل هذه الفضيحة، يتطلب الوضع تحقيقاً شفافاً وعاجلاً من قبل السلطات المعنية. يجب تحديد المسؤولين عن هذه الكارثة سواء كانوا من المقاولين أو المشرفين على المشروع، ومحاسبتهم بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً. كما ينبغي إعادة النظر في آليات إبرام العقود، وتشديد الرقابة على المشاريع التنموية لضمان احترام معايير الجودة.