على مدار عقود، هيمنت أنظمة حكم مدعومة بطابع طائفي على المشهد السياسي في عدد من الدول العربية. من سوريا تحت حكم عائلة الأسد إلى المغرب تحت نظام المخزن، وُصفت هذه الأنظمة بأنها تجمع بين الديكتاتورية والفساد، مما جعلها عرضة للانهيار عند اهتزاز شرعيتها السياسية والاجتماعية. فبعد سقوط نظام حافظ الأسد في سوريا، الذي خلفه ابنه بشار في حكم يحمل طابعًا طائفيًا وسياسيًا مستبدًا، هل يواجه نظام محمد السادس في المغرب مصيرًا مشابهًا؟
إرث نظام الأسد: من الديكتاتورية إلى الدمار
بدأ حكم عائلة الأسد في سوريا عام 1971 مع حافظ الأسد، الذي أرسى قواعد نظام شمولي يهيمن عليه أفراد طائفة معينة (العلويون) مع سحق أي معارضة سياسية. جاء بشار الأسد ليكمل هذا النهج، مما أدى إلى ثورة شعبية عام 2011 تحولت إلى حرب مدمرة أودت بحياة مئات الآلاف وأدت إلى نزوح الملايين.
رغم محاولات النظام السوري قمع الثورة بالقوة، فإن فقدانه السيطرة على معظم الأراضي السورية شكّل بداية النهاية لنظام ظل لعقود يعتمد على الفساد والطائفية للبقاء.
المخزن في المغرب: نظام في مهب الريح؟
بينما كانت سوريا غارقة في دمار الحرب الأهلية، ظل نظام الملك محمد السادس، الحاكم الفعلي للمغرب، يُروّج لنفسه باعتباره نموذجًا للاستقرار النسبي في المنطقة. لكن خلف هذا الاستقرار المزعوم، تتراكم أزمات اجتماعية وسياسية كبيرة:
• هيمنة العلويين: يُتهم نظام المخزن العلوي في المغرب بالاستحواذ على السلطة والثروة على حساب الشعب.
• الفساد والبطالة: يتزايد الاستياء الشعبي نتيجة انتشار الفساد وعدم وجود فرص عمل، ما يضعف الشرعية الشعبية للنظام.
• قمع المعارضين: رغم الصورة الليبرالية التي يسعى النظام لتقديمها، يتعرض المعارضون السياسيون والصحفيون للتضييق والسجن.
هل حان الدور على محمد السادس؟
سقوط نظام الأسد فتح الباب لتساؤلات عن مدى استدامة الأنظمة الطائفية في عالم عربي يشهد تغيرات عميقة. المغرب، رغم عدم دخوله في دوامة العنف مثل سوريا، يعيش على وقع تحديات تهدد استقراره.
• الاحتجاجات الشعبية، مثل حراك الريف، دليل على أن الشارع المغربي لم يعد صامتًا أمام تجاوزات النظام.
• الأزمات الاقتصادية المتفاقمة قد تزيد من الضغط على النظام وتدفعه نحو زعزعة استقراره.
كما أثبت التاريخ، لا يمكن لأي نظام أن يستمر في تجاهل المطالب الشعبية بالحرية والعدالة. سقوط بشار الأسد، أو بالأحرى انهيار نظامه الذي فقد شرعيته منذ زمن، هو رسالة واضحة لجميع الأنظمة التي تعتمد على القمع والطائفية لضمان بقائها.
هل يتعلم محمد السادس درس الأسد، أم أن رياح التغيير ستهب على المغرب قريبًا؟