في ظل الهجمات المتكررة التي تتعرض لها الجزائر من اليمين المتطرف في فرنسا، برز صوت رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، في برنامج على قناة “فرانس أنفو” يوم الإثنين، حيث دافع عن الجزائر واعتبر أن الاتهامات الموجهة لها “تتجاوز بكثير الحقيقة”.
وبنبرة ساخرة، رد دو فيلبان على سؤال حول تصريحات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بشأن عدم زيارة فرنسا في الظروف الراهنة، قائلًا: “لا يمكن لفرنسا تجاهل الجزائر في سعيها لحل المشكلات المطروحة”. وأشار إلى أن إقحام الجزائر في مختلف القضايا أصبح سمة للقيادة السياسية الفرنسية الحالية.
كما عبّر دو فيلبان عن أسفه لتدهور العلاقة بين الجزائر وفرنسا، مشيرًا إلى أن الاتهامات ضد الجزائر بعيدة عن الواقع. واعتبر أن تاريخ الجزائر مليء بالجرائم، ودعا إلى التوقف عن محاولات تحوير هذا التاريخ.
وحث على ضرورة العودة إلى العقل، مبرزًا أن الجزائر ليست كبش فداء لمشاكل فرنسا. وأكد على أهمية إيجاد حلول مشتركة مع الجزائر.
وأشار دو فيلبان إلى الأزمة الحالية بين الجزائر وفرنسا، التي بدأت في يوليو الماضي بعد انحياز الرئيس الفرنسي لمزاعم المغرب بشأن الصحراء الغربية. ورفض أن يتجاهل إيمانويل ماكرون الجزائر في هذا السياق، مؤكدًا أنه ينبغي العمل في إطار الأمم المتحدة ومع الجزائر.
وفيما يتعلق باتفاقية 1968، انتقد دو فيلبان محاولات استغلال هذه الوثيقة، مشيرًا إلى أن ذلك يفتح بابًا لحرب ذاكرة مع الجزائر. واعتبر أن الحوار والاحترام هما السبيلان الأفضل للتعامل مع التاريخ المشترك بين البلدين.
تأتي تصريحات دو فيلبان في وقت يواجه فيه اليمين المتطرف في فرنسا تحديات تتعلق بالهجرة والذاكرة، حيث يسعى لاستغلال هذه القضايا للتأثير على العلاقات بين الجزائر وباريس.