في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا أداة رئيسية في تشكيل الوعي العام وتوجيهه، حيث يتم توجيه الأفكار والمعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تجعل الأفراد يتبنون أفكارًا معينة دون وعي ومن هذا المنطلق، تُستخدم هذه الأدوات بقوة من قبل أجهزة استخباراتية مثل الموساد، الذي يسعى عبر هذه الوسائل إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية تخدم مصالحه.
دور الموساد في التأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يستغل الموساد الإسرائيلي منصات التواصل الاجتماعي لزرع أفكار قد تزرع الفرقة بين شعوب العالم العربي, ومن أبرز هذه الأفكار، تشجيع روايات “ما قبل الإسلام” وإثارة النزعات القومية أو الطائفية التي تسهم في تقسيم المجتمع العربي على أسس تاريخية أو دينية أو ثقافية,حيث يمكن القول إن هذا الأسلوب هو “وسوسة شيطانية” تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وإضعاف الروابط بين دولها.
استخدام تكنولوجيا متقدمة لتعزيز النفوذ
يعتمد الموساد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لمتابعة نشاط المستخدمين العرب على الإنترنت، ورصد اهتماماتهم وآرائهم، واستغلال أي نقاط ضعف أو انقسامات في المجتمعات العربية,حيث تُستخدم أدوات تحليلية متقدمة لفهم توجهات الشباب العربي واختراق ثقافته وعقليته، وتوجيه المحتوى بطريقة ذكية لتبدو مواضيع مثيرة للاهتمام أو معارضة للسلطات الحاكمة، مما يُضعف الاستقرار الداخلي للدول ويجعلها عُرضة لمزيد من التفكك.
نشر أفكار “ما قبل الإسلام” لإحياء النزعات القبلية والعصبية
إحدى الاستراتيجيات التي يعتمدها الموساد تتجلى في محاولة بث الروح القومية أو القبلية القديمة، من خلال إعادة إحياء روايات عن الانقسامات القبلية أو الدينية التي كانت سائدة قبل الإسلام, هدف هذه الأفكار هو إحداث شرخ في الهوية الإسلامية الجامعة للشعوب العربية، بحيث يشعر كل فرد أو قبيلة أو طائفة بالانتماء لتاريخها الخاص، وليس للعروبة أو الإسلام بشكل عام.
التأثير النفسي واستخدام “حرب المعلومات”
يتبع الموساد أسلوبًا غير مباشر قائمًا على بث الشائعات و”حرب المعلومات” لإحداث التأثير النفسي السلبي, من خلال خلق جو من عدم الثقة بين الأفراد والسلطات المحلية، يُوضع المواطن العربي في حالة من الشك المستمر حول كل ما يصله من معلومات، مما يؤدي إلى ضعف المجتمع أمام التحديات الكبرى, هذه التقنية تُعرف بـ “حرب الأفكار” حيث يتم تصدير الأفكار التي تتلاعب بمشاعر الأفراد وتؤثر على ثقتهم ببعضهم البعض وبمؤسساتهم.
كيف يمكن مواجهة هذا التأثير؟
لحماية المجتمعات العربية من هذا التأثير، ينبغي التركيز على نشر الوعي حول هذه المخاطر، وتعزيز الإعلام الوطني القادر على تقديم محتوى ثقافي يعزز الهوية العربية والإسلامية، وتقديم المعلومة الصادقة التي تخلق ثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام المحلية, كما يجب تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني وتبادل المعلومات حول الأساليب المستخدمة لاستغلال التكنولوجيا لأغراض تقسيمية.