تعد ولاية الطارف واحدة من الولايات الجزائرية التي تزخر بإمكانات هائلة في مختلف المجالات، إلا أن الصحافة المحلية في هذه الولاية لا ترقى إلى المستوى المطلوب. بدلاً من أن تكون وسيلة لنقل الحقيقة وخدمة المواطن، أصبحت الصحافة أداة للتطبيل وغياب المهنية، مما يثير الكثير من التساؤلات حول دورها الحقيقي.
تطبيل بلا حدود
من أكثر الظواهر السلبية التي تعاني منها الصحافة في ولاية الطارف هو التطبيل للجهات الرسمية والشخصيات النافذة. بدلًا من تسليط الضوء على المشكلات التي تواجه سكان الولاية، تنخرط الوسائل الإعلامية المحلية في تمجيد إنجازات وهمية أو مبالغ فيها، وهو ما يضر بالمصداقية ويجعل الإعلام شريكًا في تزييف الواقع.
تجاهل القضايا الأساسية
في ولاية الطارف، يعاني المواطنون من مشكلات حقيقية تشمل البطالة، نقص الخدمات الأساسية، وتدهور البنية التحتية. ومع ذلك، نجد أن الصحافة المحلية تتجاهل هذه القضايا الجوهرية وتختار التركيز على مواضيع سطحية أو ثانوية لا تعكس اهتمامات المواطن البسيط ولا تلامس معاناته اليومية.
غياب العمل الصحفي الجاد
يكاد ينعدم في ولاية الطارف العمل الصحفي الجاد الذي يعتمد على التحقيقات العميقة والاستقصاء. هذا النقص يفتح المجال أمام انتشار الفساد واستمرار سوء الإدارة، حيث لا توجد جهة إعلامية تسعى لكشف الحقائق أو محاسبة المسؤولين.
الطريق نحو التغيير
لإصلاح الصحافة في ولاية الطارف، يجب أن يكون هناك التزام حقيقي بتحقيق الشفافية والمهنية. يتطلب الأمر تدريبًا مكثفًا للصحفيين، وتوفير الدعم اللازم للابتعاد عن الضغوط السياسية والاقتصادية، وتشجيع التغطية الصحفية التي تخدم المصلحة العامة.
إن الصحافة في ولاية الطارف بحاجة ماسة إلى ثورة تصحيحية تعيد لها دورها الأساسي كسلطة رابعة تخدم المجتمع. بدون هذا الإصلاح، ستبقى هذه الوسائل مجرد أدوات للتطبيل وتزييف الواقع، مما يضر بالمواطن ويعيق التنمية في الولاية.