في السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة التكريمات في مختلف المجتمعات، حيث أصبحنا نرى مناسبات تكريمية متكررة تطال الجميع، سواءً كانوا مستحقين أم لا. تندرج هذه التكريمات أحيانًا تحت فئة “المجاملة” أو “التقدير الاجتماعي” أكثر من كونها تكريمات مستحقة على إنجازات حقيقية. قد يبدو في البداية أن هذا يشجع الناس ويزيد من التحفيز، لكنه قد يؤدي إلى آثار عكسية، مثل التقليل من قيمة التميز وإضعاف معايير التقدير.
أحد الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة هو السعي لتحقيق الشعبية الاجتماعية أو كسب رضى الأشخاص. بعض المؤسسات والأفراد يسعون وراء هذه التكريمات لأهداف تتجاوز مجرد الاعتراف بالمواهب الحقيقية، مثل تعزيز شبكة العلاقات أو إظهار الانتماء إلى مجموعات معينة. وبهذا، يتحول التكريم إلى وسيلة لكسب الودّ أو دعم السمعة، بدلًا من أن يكون تقديرًا صادقًا.
يُعد هذا النوع من التكريمات الزائفة مشكلة حقيقية في المجتمع، حيث يضعف من مصداقية التكريمات الحقيقية التي تُقدم للموهوبين أو المبدعين الذين يستحقون التقدير عن جدارة. كما أن هذه المجاملات التكريمية تساهم في إحداث شعور زائف بالإنجاز لدى البعض، مما قد يؤدي إلى تراجع السعي نحو تحقيق نجاحات فعلية.