حذّرت وزارة الصحة الجزائرية من خطورة الاستهلاك العشوائي والمفرط للمضادات الحيوية، من خلال ومضة تحسيسية بثتها عبر وسائل الإعلام. أشارت الوزارة إلى أن الإفراط في استخدام هذه العقاقير يساهم في تقليل فاعليتها ضد البكتيريا، مما يجعل هذه المسألة قضية صحة عامة.
الومضة التحسيسية استعرضت حالة طفل تعود جسمه على المضادات الحيوية، مما جعله غير قادر على مقاومة بكتيريا خطيرة، وأكدت على ضرورة استخدام المضادات الحيوية بحذر وحكمة وفقًا لتوجيهات الأطباء، لكونها تعالج فقط البكتيريا وليس الفيروسات أو الطفيليات.
وقد أكد الدكتور كريم مرغمي، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخاصة، على أهمية دور الصيادلة في التوعية، لكنه انتقد عدم إشراكهم في حملات توعوية ميدانية لمواجهة هذه الظاهرة، بالرغم من تواصلهم المباشر مع المواطنين في مختلف المناطق.
من جانبه، أوضح الدكتور فتحي بن أشنهو أن التحاليل المخبرية ضرورية قبل وصف المضادات الحيوية، حيث أن كل نوع من الميكروبات يحتاج إلى مضاد حيوي خاص به، وانتقد عدم التزام بعض الأطباء بهذه الخطوة، مشيرًا إلى تأثير ترويج الأدوية من قبل بعض المخابر.
كما أشار فادي تميم، المنسق الوطني لمنظمة حماية المستهلك، إلى أن المشكلة تكمن في الاستطباب الذاتي، حيث يلجأ المستهلكون لشراء الأدوية دون استشارة طبية، مما يعرّضهم لخطر المضاعفات الصحية. ودعا إلى تكثيف الجهود التوعوية حول هذه المسألة، خاصة أن الأدوية تتوفر بسهولة وبأسعار منخفضة في الجزائر.
الرسالة الرئيسية من هذه الحملة هي ضرورة الحصول على المضادات الحيوية بوصفة طبية فقط وتفادي الإفراط في استخدامها للحفاظ على فعاليتها.