شهدت قاعة “السعادة” في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي عرضاً مؤثراً للأفلام المعنونة بـ”المسافة صفر.. من غزة إلى وهران”، حيث تفاعل الجمهور بشكل قوي مع المشاهد المؤلمة التي وثقتها كاميرات لاجئين يعيشون بين الحياة والموت. كان العرض بمثابة تحدٍ صارخ لآلة الموت الصهيونية، التي فشلت في قتل الإنسانية في قلوب أطفال ونساء ورجال فلسطين.
افتتحت ريما محمود الحلقة الأولى من 11 فيلماً قصيراً، قبل عرض بقية الأفلام المقررة في اليوم التالي. وبدأت بعرض فيلم بعنوان “سيلفي”، الذي يحمل رسالة مؤثرة إلى شخص مجهول، حيث كتبت في السطر الأول: “أتمنى أن تصلك رسالتي قبل أن أموت”. الفيلم يروي معاناة اللاجئين في مخيم رفح، ويعرض تفاصيل الحياة اليومية القاسية، بما في ذلك مشاهد واقعية تذكرنا بأعمال المصور محمد كواصي، الذي وثق معاناة اللاجئين الجزائريين خلال ثورة التحرير.
انقطعت أنفاس الجمهور وساد صمت جنائزي عند عرض فيلم “بشرة ناعمة”، الذي يتناول ورشة رسم للأطفال، ويبرز كيف تكتب الأمهات أسماء أطفالهن على أذرعهم وأرجلهم لتسهيل التعرف عليهم في حال تعرضهم للقصف. وقد عبرت إحدى الفتيات عن خوفها، قائلة: “لا أريد أن أموت وأتحول إلى أشلاء”.
ثم عُرض فيلم “لا إشارة”، الذي يروي قصة طفلة تتصل بوالدها لتحديد مكانه تحت أنقاض منزلهم بعد قصفه. في مشهد آخر، يُظهر فيلم “سوري أو عذراً سينما” كيف تحولت حياة السينمائيين من الخيال إلى واقع مرير، حيث يتناول أحداث الموت والقصف ومشاهد هروب اللاجئين.
ركز إسلام الزريعي في فيلمه “فلاش باك” على يوميات فتاة تعودت على الاستماع للموسيقى لتفادي أصوات الطائرات. كما يبرز فيلم “صدى” لمصطفى كلاب معاناة رجل يستمع إلى آخر تسجيل لعائلته قبل وفاتهم.
واختتم رشيد مشهراوي، في نهاية العرض، بالتأكيد على أهمية عرض هذه الأفلام في مهرجان وهران، نظراً لمواقف الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية. يُذكر أن مشروع “المسافة صفر” هو مجموعة من 22 فيلماً قصيراً، تم إنتاجها بمبادرة من المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، بدعم من صندوق مشهراوي لدعم الأفلام وشركة كورجينز للإنتاج.